اذالم تعجبك مواضيعي فلا تحرجني بكلامك فقط اكتب
( م . م . ج )
ماعندك ما عند جدتي
-------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يذكر بعض القصاصين في مصادرهم قصة إبليس على نحو قريب من التالي :
كان اسم ابليس لعنة الله عليه عزازيل وهو اسم عبري او سرياني معناه الحارث -قيل والله اعلم - انه كان من الجن الذين كانوا يعيشون في الارض قبل خلق ادم , حاربتهم الملائكه لفسادهم فيها , فاسروه وصعدوا به الى السماء , وصار معهم يتعبد ويطيع طاعتهم حتى غدا من اشراف الملائكه واكثرهم علما وعباده
كان عزازيل بهي الصوره رباعي الاجنحه وكان خازن على الجنه له سلطان سماء الدنيا وسلطان الارض .
زاد فساد الجن في الارض وسفكهم للدماء وقتل بعضهم بعضا فبعث الله عليهم عزازيل ومن معه من جنود السماء فالحقهم بجزائر البحور واطراف الجبال , عاد منتصرا , فخورا في اعماق نفسه .. معتزا بزاته .. معتقدا انه لا يستطيع احد فعل ما فعل والوصول الى ما وصل من الشرف والعلم والمكانه عند رب العالمين لم يطلع على مكنون ما في نفس عزازيل الا الله سبحانه وتعالى اما الملائكه فلم يعلموا شياء
ثم وقع ما لم يكن في الحسبان , وجد عزازيل في كل موضع سجده مكتوبا : طرد ابليس , لعن ابليس , خزي ابليس , وراى على حلقة باب الجنه مكتوبا : ان لي عبدا من جملة المقربيين امره فلم يمتثل امري بل يعصي ويعصي فاطرده عن بابي والعنه واجعل طاعته وعمله هباء منثورا
ذهل عزازيل وقال من ابليس المطرود هذا ؟ نعوذ بالله تعالى من ذلك
ثم توجه الى الله تعالى قائلا : يارب ائذن لي ان العنه , فاذن له, فلعنه الف سنه
لم يطلع على هذا الامر عزازيل وحده بل اطلع عليه سائر الملائكه حين نظر اسرافيل عليه السلام في اللوح المحفوظ فراى نفس الكلام بكى حتى رحمته الملائكه ... اجتمعوا وسالوه عن بكائه : قال : اطلعت على سر من اسرار ربي , وقص عليهم القصه فبكت الملائكه جميعا وصاحوا : لا تدبير لنا سوى ان نذهب الى عزازيل فانه مجاب الدعوه ومن جملة المقربيين فنساله ان يدعوا لنا عند الله تعالى , فجاءوا اليه واخبروه ... رفع يديه و قال : يارب امنهم من القطيعه .. فدعا لهم ونسي نفسه اصابه الغرور لدرجة انه لم يتصور في لحظه ما انه من الممكن انه يكن ابليس المطرود هذا .. هكذا استجاب لدعائه في حق الملائكه ورقم هو برقمة الشقاء .
قال كعب الاحبار : كان اسمه في سماء الدنيا العابد . وفي الثانيه الزاهد , وفي الثالثه العارف , وفي الرابعه الولي , وفي الخامسه التقي , وفي السادسه الخازن , وفي السابعه عزازيل . وفي اللوح المحفوظ ابليس ولفظ ابليس اعجمي لا عربي من الابلاس اي الابعاد
ولما وقع الكبر في نفس عزازيل ولم يعلم بها الملائكة
( اني جاعل في الارض خليفه .....)
فبعث الله جبريل الى الارض لياتيه بطين منها فقالت الارض اني اعوذ بالله منك ان تنقص مني او تشينني فرجع ولم ياخذ فقال يا رب انها عاذت بك فاعذتها فبعث ميكائيل فعاذت منه فعاذها فرجع وقال مثل ما قال جبريل
فبعث ملك الموت فعاذت به فقال وانا اعوذ بالله ان ارجع ولم انفذ امره فاخذ من وجه الارض وخلط ولم ياخذ من مكان واحد واخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو ادم مختلفيين فصعد به فبل التراب حتى عاد طينا لازبا واللازب هو الذي يلتزق بعضه ببعض
فخلق الله ادم بيده لئلا يتكبر عزازيل عنه ليقول له : تتكبر عما عملت بيدي ولم اتكبر انا عنه بخلقه بشرا
فكان جسدا من طين اربعين سنه من مقدار يوم الجمعه فمرت به الملائكه ففزعوا منه لما راوه فكان اشدهم فزعا منه هو عزازيل , كان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار يكون له صلصله فذلك حين يقول الله تعالى : من صلصال كالفخار ) . ثم يقول عزازيل لجسد ادم لما خلقت ؟ ودخل من فيه فخرج من دبره وقال للملائكه لا ترهبوا من هذا فان ربكم صمد وهذا اجوف , لئن سلطت عليه لاهلكنه فلما بلغ الحين الذي يريد الله فيه ان ينفخ الروح قال للملائكه اذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له , فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في راسه عطس فقالت الملائكه قل الحمد لله فقال . فقال له الله( يرحمك الله ) فلما دخلت الروح في عينه نظر الى ثمار الجنه فلما دخل الروح الى جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل ان تبلغ الروح رجليه , عجلان الى ثمار الجنه فذلك حين يقول الله تعالى ( خلق الانسان من عجل ) فسجد الملائكه كلهم اجمعون الا عزازيل ابى وستكبر
قالت عائشه قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ( خلق الله الملائكة من نور العرش وخلق الجان من مارج من نار وخلق ادم مما وصف لكم )
نظر اللعين الى اصل ادم ولم ينظر الى التشريف الذي منحه الله اياه عن سائر المخلوقات اذ خلقه بيده ونفخ فيه ثم سجد له الملائكه وبعد كل هذا كلمه وعلمه ومع ذلك لم يطع عزازيل امر ربه ولم يسجد تكريما لعظمة خلقه بل حسد ادم عليه السلام على ما اعطاه الله عز وجل من الكرامه وقال هذا من طين وانا من نار
وقد ثبت في الصحيح ( الا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر ) وقد كان في قلب عزازيل من الكبر والعناد والكفر ما اقتضى طرده وابعاده عن جنات الرحمة
قال تعالى( فسجدوا الا ابليس ابى وستكبر وكان من الكافرين )
هكذا كفر عزازيل وسمي ابليس وابعد عن رحمة الله ثم طرد من الجنه فمتلا غلا وحقدا على ادم وذريته ( قال ارءيتك هذا الذي كرمت علي لئن اخرتن الى يوم القيامة الحتنكن ذريته الا قليلا ) سورة الاسراء
( قال اهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فخرج انك من الصاغرين قال انظرني الى يوم يبعثون قال انك من المنظرين ) سورة الاعراف .. اهـ